الجمعة، سبتمبر 14

إننا ندخل في مرحلة بداية النهاية، نهاية إمبراطورية.


تحية للجميع

من كتاب الأستاذ الدكتور المهدي المنجرة،( دكتور العلاقات الدولية وعالم الدراسات المستقبلية المغربي):" الإهانة في عهد الميغا إمبريالية " انتقيت لكم إخوتي هذه الكلمات التي تعكس المناخ الذي يوحد بيننا هذه الأيام...


هذه الكلمات لا تمثل مقالا ولكن مقتطفات انتقيتها من هنا وهناك من الكتاب وتم ترتيبها بتصرف...:


ليس هناك شعب عانى ما عاناه الشعب الفلسطيني. ولهذا السبب أعتقد بأن القضية الفلسطينية لا تهم الفلسطينيين وحدهم. فباعتباري مغربيا وعربيا ومسلما وإفريقيا، بل باعتباري فقط كائنا إنسانيا، لن أعتبر نفسي أبدا حرا مادامت فلسطين محتلة، وما دام هؤلاء الناس لم يسترجعوا كرامتهم...



....قل لأي أحد ما علاقته بالقضية الفلسطينية ويرد عليك لماذا نزل إلى الشارع؟ ما هي القضية الوطنية التي يمكن بسببها أن ينزل كل هؤلاء إلى الشارع؟ إنها قضية مصيرية. نحن أمام حرب إبادة لشعب عربي مسلم. لو كانت في بلداننا ديمقراطية، ولو كان ممثلون حقيقيون لشعوبهم، لما أمكن أن نسمح لإسرائيل وأمريكا أن تتصرف كما تفعل الآن.....


...لماذا ذهبوا إلى العراق ؟؟ لأن العراق كانت البلاد الوحيدة التي لها كفاءة علمية تكنولوجية لمواجهة نوعا ما إسرائيل. والغرب لا يسمح لأية دولة مسلمة أن تهدد الموقع الإسرائيلي، لأن إسرائيل هي الدر كي بالمنطقة.

شيء ثان، أمريكا في حربها ضد العراق وأفغانستان كانت تقوم بتجريب الأسلحة لتطورها...ستجد كيف أن مليارات الدولارات تتنافس عليها بوينغ وماكدونااد دوغلاس لأخذ مشروع طائرة متطورة...200 مليار دولار لتطوير هذه الأسلحة..فلسطين اليوم بعد العراق وأفغانستان مكان للتجارب لآخر الأسلحة والإستراتيجيات وأساليب الحروب النفسية. هناك تخطيط لمسلسل مدروس...سيأتي وقت سوريا وإيران...

أقوى إرهاب اليوم عند الغرب هو الإرهاب اللغوي اللساني، لماذا؟ لأنه إذا فرضت عليك مفهوما للإرهاب، انتهى الأمر. يفرض عليك ما هو الحب، ما هو الله...انتهى الأمر. بهذه الطريقة أعطيك معاني وأقول مثلا العولمة هي الأمركة، وأقول لك الإرهاب هو الإسلام، مع العلم أن في الواقع هو الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وإلى حد ما الدول الأوروبية التي تساند مباشرة....

كلمة سلام أصبح لها معنى حضاري، حرب على العرب والمسلمين....أي سلام هذا أمام ما يقع؟؟؟

... كل ما يمارس ونعيشه، هو نوع من الاستعمار. إنها حرب حضارية وحرب قيم. والآن لا أقول الحرب الحضارية الأولى أو الثانية، أنا أسميت ما يقع حاليا بالحرب الصليبية التاسعة.

كانت هناك بالماضي ثماني حروب صليبية، مجموع ضحاياها لم يتعد مائة ألف. والآن نتفرج.... لماذا الإسلام الآن هو الوحيد الذي يواجه؟ إنها حرب ضد الإسلام...

من الناحية العربية هناك تسلسل في الاستسلام. فمنذ كامب ديفد إلى الآن والعالم العربي يعيش إهانة من طرف القيادة العربية. اتفاق كامب ديفد كان خيانة، أوسلو خيانة...


هنالك تقسيم معاصر. وهو يحيل على التوزيع الذي ظهر مع حلول الاستعمار بين أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.


أما سابقا فقد كان هناك تبادل ثقافي حقيقي بين جميع المناطق، حيث لعبت القرويين مثلا دورا هاما. وذلك انسجاما مع مفهوم الوحدة الذي جاء به الإسلام. كما كان الحج فرصة حقيقية للقاء وللتبادل الثقافي.


ولما جاء الاستعمار عمل على محاربة هذه القيم. والآن أصبح الغرب نفسه يتوحد ويهدم ما صنعه بنفسه كمفهوم الدولة ومفهوم الوطن. وذلك في الوقت الذي نعيش فيه الآن مركزية وتضخم الذات داخل كل بلد عربي. وأصبح العالم العربي يبذل كل جهده من أجل أمر واحد، وهو محاربة الكفاءات.


وإننا نعيش بالفعل مشكلة تواصل شاملة تهم سواء التبادل الثقافي أو الاقتصادي، حيث نجد مثلا أن التبادل التجاري بين الدول العربية، لا يشغل أكثر من 5 في المائة مبادلات هذه الدول.



الخوف أصبح مسيطرا على العرب، خوف من حكامنا ...الخوف من التغيير، من أي إنسان يستنشق الهواء، الخوف من حقوق الإنسان، الخوف من حقوق المرأة، من النقابات، من حق الشباب، الخوف من حاملي الشهادات...والآن ازداد خوف آخر،أصبح لهم خوف أيضا من القوى الكبرى....



الحل بيد الشعوب....أنا لا أومن أن نقول قررت الحكومة مقاطعة كذا وكذا...مجموع الدول العربية اقتصادها وتجارتها مع إسرائيل تزداد سنويا. ففي سنة 2001 كما أوردت "لوكوربي أنترناشيونال " ارتفعت صادرات إسرائيل نحو العالم العربي ب8 في المائة،الأردن ب 7 في المائة، المغرب ب 18 في المائة، السعودية ب 28 في المائة وقطر ب40 في المائة. أما الكويت فتضاعفت وارداتها من إسرائيل بعشر مرات..


لكن يبقى أن الفرد مهم، والتوعية وصلت إلى درجة تجعلني لا أخشى على المستقبل...وأنا على يقين أن الأشياء كما هي لا يمكن أن تبقى كذلك...


يجب أن يكون هناك جهاد حقيقي....الجهاد أنواع...أن يجاهد الإنسان نفسه، وأن يحارب ما لا يقبل وما لا طاقة لنا به، وينهي عن المنكر....وأكبر جهاد هو جهاد الإنسان مع نفسه....


إن الإسلام دين المستقبل، بل هو حضارة المستقبل، والمسلمون في تزايد ديموغرافي مستمر (إذ سيمثلون 40 في المائة من سكان العالم نهاية هذا القرن )، وبالتالي فاستعداء هذا الدين وهذه الحضارة هو ضرب من ضروب الغباء ونظرة أقل ما يقال عنها إنها ضيقة الأفق.


من أبرز ما في علم المستقبليات، هو إذكاء روح الأمل على المدى المستقبلي بالرغم من نتائج الحاضر التشاؤمية، فالتغييرات ستعاين بعد خمسين أو ستين سنة وهذا العمر في الحضارة الإنسانية لا يساوي شيئا، والتطور لا يأتي بالقنابل ولا بالطيران ولا بالخيانة، بل بالشفافية وتكاثف الجهود.


إن النصر الآخر سيأتي من الإيمان ومن حسن المقاصد والعمل والجدية، أما" النسر النبيل" فهو بداية الضعف والتدهور . وحين يشعر القوي بالضعف، يحاول بشتى الوسائل التثبت بشيء ما كي يبقى قويا...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق