الخميس، يونيو 7

صناعة الحماس



ترجمة وتحرير داليا رشوان
الحماس: مصدر طاقة لامحدودة
كلمة حماس تصف الشرارة الضخمة أو النار التي تحترق داخل الوحش الموجود داخل هؤلاء ممن لهم قضية يدافعون عنها أو عمل يحبونه أو لهم هدف في الحياة بشكل عام. الحماس طبقا لهنري فورد "هو الخميرة التي تجعل الأمل يشرق إلى أن يصل إلى النجوم. الحماس هو اللمعة في عينيك، هو قبضة يديك، هو الدافع الذي لا يقاوم للإرادة، هو الطاقة التي تنفذ أفكارك." الحماس هو كل ذلك وأكثر منه بكثير. السنوات قد تصنع التجاعيد على جلدك ولكن نقص الحماس يضع التجاعيد على روحك.

هل عدت من عملك في مرة بعد يوم شاق وفي حالة إجهاد تام، ووقعت على أقرب مقعد في حالة مزرية ثم تسمع جرس الهاتف فتجاهد نفسك لتصل إليه وإذا به صديق لك يصف لك بحماس حفلة يقيمها في بيته ويدعوك لها، وإذا بك تشتعل نشاطا وتجد طريقك إلى الحفلة. هذا مثال لقوة الحماس فهي مصدر طاقة لامحدودة. الفكرة هي توسيع دائرة عاطفتك الحماسية لتسع عملك وعائلتك وحياتك كلها، لأنك بمجرد أن فعلت ذلك ضمنت أنك لن تتعب بعدها أبدا.

الحماس لن يجعلك فقط منتجا ولكن سيخفف من الأعباء ويجعلك تستطيع بسهولة أن تتخطى العوائق التي تقابلك، سيكون لديك الطاقة للنجاح، وسيجعلك أسعد حالا، كتب تشارلز كينجسلي "نتصرف وكأن الراحة والفخامة هي أهم أهداف الحياة بينما كل ما نحتاج إليه لنكون سعداء هو شئ نتحمس له".

الحماس معدي ولكن هكذا أيضا نقصه. أنظر حولك، هل ترى زملاءك في العمل وكأنهم صدؤوا أو غطاهم التراب، ربما كان ذلك بسببك ادر مفتاح الإشتعال في عقلك وكن متحمسا وستجد حماسك قد انعكس عليهم، فحين تكون متحمسا في مكان عملك ستكون ملهما للآخرين وستكسب تعاونهم.

كيف نجني الحماس؟ ابدأ بأن تكون واعيا، استيقظ وادرك وقدر كل ما لديك. ماذا عن بيتك الجميل؟ أنا لا أتحدث عن شقتك أو بيتك الذي تعيش فيه ولكن الكون. نحن جميعا نحيا على كوكب صغير يدور
حوله نجوم صغيرة على حدود واحد من مئات الآلاف من المجرات، ولكن بعقلنا الواسع بسعة الكون نستطيع أن نستوعبه في خيالنا! كم نحن رائعين ولدينا طاقات لامحدودة مثلنا مثل الكون الذي نعيش فيه! أليس هذا شيئا نتحمس من أجله؟ الحماس يمكن أن يكون تعبيرا عن فرحة تفرحها لوجودك في هذه الحياة.

ماذا عن عملك؟ إنك لن تكون متحمسا فيه إلا إذا كنت تفعل شيئا تحبه. إذا كنت لا تستطيع أن تجد عملا تحبه فاستغل أفضل ما في يديك، ابحث عن الخير والامكانيات المتاحة في عملك الحالي. خطط أيضا واتخذ إجراء يؤدي بك إلى العمل الذي تحلم به، قد يكون صراعا طويلا قبل أن تصل إليه لكنه سيكون مثل صعود جبال إيفرست، ستجدها رحلة مثيرة.

لا تضيع وقتك بمصاحبة شخصيات سلبية، الزم دائرة من الأصدقاء المتحمسين والمتفائلين. إذا كنت تفتقد معارف من هذا النوع فابحث عن أصدقاء جدد بهذه المواصفات.

نحن الآن نتكلم عن أكبر مساحة في العالم، مساحة تطوير الذات! حقيقة أننا نستطيع أن نطور أنفسنا هي حقيقة مثيرة جدا ومشجعة على العمل. هناك طرق مؤكدة لبث الحماس في حياتك مثل أخذ كورسات في مجال جديد يفيد توجهك، أو قراءة كتب جيدة، أو البحث عن إضافة نشاط تحبه أو أي شئ من هذا القبيل. اقبل على الحياة وأضئ شعلة للآخرين بحماسك.

شئ آخر يفيدك وهو صحيفة الإقرار بالفضل. قم بتخصيص مذكرة تكتب فيها في آخر كل يوم على الأقل خمسة أشياء أنت ممتن لحدوثها لك لأن ذلك سيساعدك على البحث عن الإيجابيات والتركيز عليها وتقدير الحياة، وبعد قيامك بذلك كل يوم سيكون لديك صحيفة إقرار بالفضل يمكنها أن تحول حياة الكثيرين.
وأخيرا تذكر كلمات اتش دبليو أرنولد:"أسوأ إفلاس في العالم هو شخص فقد حماسه".
تشاك جالوزي


في الحقيقة أنني لم أحب أن أترك هذا الموضوع بلا تعليق، فلقد لاحظت - وليست المرة الأولى التي ألاحظ فيها ذلك -  أن من لا يعرفون الله يبحثون في الحياة عن أمل يعيشون به أو شئ يتمسكون به يحاولون مراقبة الحياة وتقبلها كما هي عليه وإيجاد الفلسفة التي تبني حياة الناس وتشكلها وتعينهم على الإنجاز فيها، وذلك على الرغم من أنهم لا يملكون حقيقة الحياة والمعلومات التي أعطاها الله لنا في كتابه الكريم لنحيا بها، هم يخرجون فلسفتهم من مشاهدات وهي كلها إحتمالات لكنها في النهاية ليست مؤكدة ولا يستطيع أحدهم أن يجزم أن هذا ما يحدث، لكننا لدينا كل شئ من خالق كل شئ بلا تعب ومجهود منا ونتفلسف لنخرج عنها، من لا يعرفون الله تعلقوا بالقشة التي معهم فأقاموا حضارة عليها أما نحن فلا تعلقنا بالقشة وهي حب الحياة وتقديرها كما هي والعطاء لها لكي تعطينا ولا تعلقنا بما في أيدينا من حق استكبارا لذا خرجنا بلا شئ.
منطقنا في بناء الإنسان وقدراته أكبر منهم بأضعاف مضاعفة أنت تعلم أنك بإيمانك بالله قد وعدك وعدا صريحا محققا تكرر عدة مرات في القرآن بأنه سيعطيك في الدنيا والآخرة وأنه سيمكنك في الأرض.
كل مقوماتك التي تحتاجها لتقود الأرض:
1- هدفا صحيحا،
 2- ضبط النية في العمل،
3 - التمسك بما أمر الله به في جميع المعاملات مع خلقه،
4- اجتياز الإختبارات التي يضعها سبحانه أمامك في كل وقت،
5- العمل إلى الأمام بهمة عالية دون النظر إلى الوراء ودون التشتت بمن حولك على كتاب الله وسنته
هل تستطيع أن تجعل كتاب الله مرجعك في تجارتك أو في صناعتك أو في بيتك دون التحجج بما يفعله الناس من حولك من تجاوزات، هل تستطيع حين تقابلك أزمة في عملك أن تعود إلى بيتك تختلي بنفسك وتفتح كتاب الله لتطلب منه سبحانه أن يدلك على المخرج، فتقرأ آية من الآيات تجد فيها مرادك.
هل تستطيع أن تكون حياتك كلها بهذه الطريقة بدلا من أن تركن إلى الطمع في الدنيا بعيدا عن الله، فلا أنت وصلت إلى ما يقدره الغرب في الحياة فتكون تحت طائلة "لكل مجتهد نصيب" ويعطيك الله في الدنيا بقدر اجتهادك، ولا أنت وصلت إلى التمسك بالله وجعلته سبحانه حسبك ووكيلك ليعطيك في الدنيا والآخرة، فمن أين تطلب رزقا طيبا، من أين تطلب العزة في الدنيا، إن ارتفعت وحدك فأنت حتما ستقع لأن السعادة في الدنيا ليست سعادة اقتناء جماد من حولك ولكن السعادة في قلب مغمور في الحق وفي حب الحق ومع الحق.
"من كان يريد العزة فلله العزة جميعا - سورة فاطر" 
داليا رشوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق