الخميس، سبتمبر 13

الذكاء الاجتماعي


نستكمل معا سلسلة العادات الخمس للمرأة الناجحة المستوحاة من كتاب امرأة من طراز
خاص للكاتب كريم الشاذلي، و هذه المرة مع العادة الرابعة و هي...
الذكاء الاجتماعي (التواصل مع الآخرين)
في دراسة أجريت على شريحة كبيرة و منوعة من المجتمع الأمريكي، عن أهم أسباب السعادة في الحياة، جاءت العلاقات الإجتماعية في المركز الأول.
نعم ليس الأذكياء و لا الأغنياء و لا الأصحاء هم أسعد الناس حالا بل أولئك الذين يعرفون كيف يصلون إلى قلوب الناس فيستوطنونها، الكل يسلم أن لا أحد يولد مكروها أو محبوبا، نحن من ندفع الناس إلى حبنا و القرب منا أو بغضنا و البعد عنا عبر سلوكياتنا و مواقفنا و نبل أخلاقنا.
تعتبر المظاهر الخارجية من أهم مقومات الشخصية الساحرة التي تتقن فن التعامل مع الآخرين، إلا أن الدوافع الداخلية هي التي تحدد إلى حد كبير سحر شخصيتك، و نلخص هذه الدوافع كالتالي:
قيمة الأخلاق: كلما كانت منظومة أخلاقك متكاملة كلما كانت دوافعك نحو الخير أكثر قوة و سيرتك عند الخلق أعظم أثرا و ذكرك في السماء محفوف بالثناء الجميل، فالأخلاق ليست شيئا يكتسب بالقراءة والكتابة بل تأتي بالتعود وتعهد النفس ومراقبة السلوك.
التحكم في انفعال الغضب: حلمك يجذب القلوب وغضبتك تفرقهم، فعودي نفسك دائما على إعادة تقييم مواقف الغضب على أسس إيجابية و قفي بشجاعة أمام تيار الفكر الغاضب الهادر من أجل القضاء عليه. ولقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجعل الغضب مقياسا يقيس به المرء خليله فقال ناصحا: <لا تعتمد على خلق أحد حتى تجربه عند الغضب. >
قبول النقد: لا يمكننا أبدا أن نصل إلى درجة الكمال الذي يجعلنا فوق النقد بل يجب أن ننظر إلى ذواتنا على أنها قاصرة، و ننمي اليقظة النقدية بداخلنا بأن ندفع الآخرين إلى نقدنا و إبراز ما لا نراه من أنفسنا. و ضعي دائما حيال عينيك قول أمير المؤمنين عمر
بن الخطابرضي الله عنه <رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي>
التواضع: عندما يتواضع المرء منا يحبه الله و من ثم يحبب فيه عباده، يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك، فإذا تواضع قيل للملك ارفع حكمته و إذا تكبر قيل للملك دع حكمته.
كما أسلفنا فإن جوهر الإنسان هو محرك سلوكه لكننا ننبه في نفس الوقت إلى أهمية السلوك الخارجي(الابتسامة، حسن الإصغاء، الهدوء...) حتى تستطيعي التعبير عن مشاعرك بوضوح و دقة.

خاتمة القول: لا تقلدي أحدا و لتكن شخصيتك مستقلة، إحفظي شيئا من الحكمة و الطرفة فالناس تميل إلى أصحاب الأحاديث الممتعة، لا تأخذي الأمور بحساسية وتعلمي كيف تقولين لا بلباقة، شاركي الآخرين أفراحهم و أحزانهم فالناس لا تنسى من يقف معهم أبدا، و لا تنسي أن للهدية تأثيرا كبيرا في تأليف القلوب و استمالة الغضوب مهما  كانت بسيطة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق