‏إظهار الرسائل ذات التسميات قضايا المجتمع. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قضايا المجتمع. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، أبريل 10

ثقافة التمرير

    في عصر الإنترنت هذا الذي نعيشه المتميز بسرعته في كل شيء تقريباً ، بدأت القيم والمفاهيم والثقافات تتبدل شيئاً فشيئاً بحسب سرعة التغيرات والتحولات الحاصلة في زمننا هذا حتى اختلطت الثقافات بعضها البعض، وصارت الدول تبذل جهودها في سبيل المحافظة على ما تبقى من قيمها وثقافتها وصورتها بشكل عام.

    واحدة من الثقافات التي ظهرت في عصر الإنترنت, ومن بعد أن صار كثيرون يتقنون التبحر فيها والتواصل مع الآخرين، سواء كانوا على شكل أفراد أو مؤسسات أو مجتمعات حقيقية أو افتراضية،هي ثقافة التمرير .. فما هي هذه الثقافة؟

  أبسط توضيح لهذه الثقافة ما تقوم به أنت وأنا وذاك وأولئك، من تمرير رسالة تصلنا على البريد الإلكتروني أو البلاك بيري وغيره من وسائل الاتصال ، يكون محتواها مثيراً أو محط إعجابنا، فنقوم بكل سهولة ويسر بتمريرها إلى الزملاء أو الأصدقاء أو الأقارب ، سواء في المدينة نفسها أو خارج البلد أو أي موقع بالعالم ، ويتم ذلك التمرير في غضون ثوان معدودة.

    تلك هي الثقافة التي أعنيها وأرغب في التوقف قليلاً عندها اليوم لتوضيح بعض النقاط.. أول تلك النقاط هي أن لها إيجابية وسلبية في الوقت ذاته، وإن كان من الممكن تعزيز الإيجابية والتقليل من السلبية وهذا مقصد الحديث اليوم.

   الإيجابية الطيبة في هذه الثقافة أن أحدنا يتذكر أصدقاءه وأحبابه حين تصله رسالة فيها كلمات منتقاة جميلة ومعبرة  أو نصائح طبية أو فكاهة أو علم جديد أو تنوير أو تثقيف، فتحث نفس أحدنا على تمرير الرسالة إلى من نعرفهم، فنظل بهذه الطريقة وبواسطة وسائل الاتصال على تواصل مع الغير حتى وإن كنا لا نراهم أو نتواصل معهم بصوت وصورة.

   ألا تعتقدون معي بأن هذه الطريقة أفضل من عدم التواصل نهائياً أو التواصل بين كل حين وحين ،  الذي قد يطول ؟ إذن والحال هكذا ، لم لا نعززها ونتواصل مع أحبابنا عبر هذه الطريقة الحديثة،

علم الغيب المستحيل The Impossible Unknown




لو ضربت الكرة البيضاء في لعبة البليارد لتصطدم بالكرات الأخرى كي تدخل إحداها في الفتحة لوجدت نفسك تعاين الكرات بدقة حتى توجه الكرة البيضاء بالاتجاه الصحيح. عندها تنظر إلى الكرة البيضاء وتقول: "إذا استطعت أن أضرب الكرة هذه من هذه الزاوية فبذلك أوجهها إلى الكرة الحمراء (على سبيل الفرض) لتضربها من تلك الجهة، بعدها ستتوجه الكرة الحمراء لتضرب جدار الطاولة وترجع وتدخل في الفتحة الأخيرة."
بهذه الطريقة أنت حددت المسار (الموقع) الذي ستتخذه الكرات والقوة اللازمة (الزخم أو السرعة) لإدخال الكرة الحمراء إلى الهدف. وهذين المعلومتين (الموقع والزخم) تكفيان لمعرفة النتيجة النهائية أو تكفيان للتنبوء بمستقبل الكرات في لعبة البليارد. ونستطيع أن نقيس على ذلك كل متحرك، فنقول لو أن لدينا معلومات كافية عن الهواء مما يتكون من ذرات وجزيئات وعن مواقع وزخم هذه الجسيمات لكان بإمكاننا التبوء مائة في المائة عن حالة الطقس (طبعا مما يختص بالهواء فقط). ما علينا إلا أن نحسب باستخدام القوانين النيوتونية (باستخدام كمبيوتر متطور جداً) اتجاه الجسيمات في الهواء واصطداماتها ببعضها وتغير مساراتها ومن ثم حالة الهواء هذا في المستقبل وما إذا كان سيعصف أو سيهدأ وإلى أين سيتجه.
هذا ما تنص عليه القوانين النيوتونينة، فتقول هذه القوانين أنه عند معرفتنا لكل المعلومات المتوفرة عن الجسيمات المتحركة لأمكننا التنبؤ بمستقبل الأمور. كل هذه المعلومات كانت صحيحة إلى أن أتى العلم الجديد المسمى بالميكانيكا الكم Quantum Mechanics. ومن أبرز روادها العالم ورنر هيزنبيرج Werner Heisenberg والذي استخرج نظرية مبدأ الريبة Uncertainty Principle في عام 1927 والذي يقول أنه لا يمكن قياس الموقع والزخم لأي جسيم بدقة متناهية، وإنه كلما كان قياس أحد المتغيرين (الموقع أو الزخم) بدقة أكبر كلما كان