السبت، مارس 3

كيف تتم برمجة عقلك اللاواعي؟


(خصص كل يوم بضع دقائق، أغلق عينيك و تنفس بعمق ثم تخيل نفسك و قد حققت الهدف الذي تصبو إليه)
في قبيلة غينية تسمى “أشانتي”، من عادة سكانها أنهم يطلقون على أبنائهم اسم اليوم الذي يولدون فيه،
و كان هناك شخص غيني يسمى “أكواسي”، و اسم “أكواسي” هذا يعني يوم الأحد و يدل على (اللطيف و الحنون و العطوف)،
لكن العجيب في الأمر أنه كان يظهر عليه بالفعل أنه لطيف و حنون و عطوف، فسأله ذات مرة أحد الأشخاص الذين ليسوا من أهل ذلك البلد
عن التسميات في قبيلتهم و سرعان ما أخبره “أكواسي” أن الأمر هو كذلك بالفعل، لكن ذكر له أن من بين التسميات يوجد مثلا “كواكو”
و يعني الشخص المولود يوم الأربعاء، كما تدل الكلمة على (العدواني و الشرير)،
فهل تعلم أن 60 في المائة من مرتكبي الجرائم هم بالفعل يحملون اسم “كواكو”.
تصور معي الآن أما ولد لها طفل يوم الأربعاء و تمت تسميته “كواكو”، و عندما يكبر و يرتكب فعلا سيئا فسيخاطبه الناس من دون شك بقولهم: (لا غرابة في ذلك فأنت مولود يوم الأربعاء)، و بالفعل سيترسخ في لاشعور ذلك الشخص أنه فعلا كذلك و يصبح مع الزمن صورة مطابقة لما حدده له الآخرون عن طريق أقوالهم السلبية.
يقول علماء الإجتماع في تفسير هذه الحالة أن تفكيرا سلبيا ينشأ في أذهان الأهل، و سرعان ما يرسخون هذا التفكير في أذهان أبنائهم أي العطوف ليصير عطوفا و الشرير ليصير شريرا.
ما نستفيده من هذه القصة الواقعية هو:
1- غير تفكيرك و قناعاتك الداخلية التي تلقيتها عن غير وعي يتغير واقعك
2- أفعالك يحددها ما تخزنه في داخلك من أفكار سواء سلبية أم إيجابية، فتحكم فيها تتحكم في حياتك
3- لا تترك أحكام الآخرين و أفكارهم السلبية تجاهك تخترق أذنيك لتستقر في عقلك اللاواعي و تؤثر على حياتك
4- ابدأ من الآن في تعديل و إعادة رسم صورتك الداخلية عن نفسك و انطلق من جديد
أي أحد تختار أن تكون؟
هناك من يتوجهون نحو النجاح بخطى ثابثة، و هناك من يحلمون بالنجاح لكن عندما يستيقظون من أحلامهم يجدون أنفسهم في نقطة البداية فإما أن ينتقلوا للفعل لينطلقوا نحو القمة و إما أن يعودوا للنوم من جديد ليكتشفوا كل مرة يستيقظون فيها أنهم لا زالوا في نقطة البداية.
عندما تعود إلى المنزل سواء من الدراسة أو من العمل و تريد فتح الباب هل تفتحه بمفتاح أو تجلس منتظرا لغاية أن يفتح لنفسه رغم أن الله وحده يعلم متى قد يفتح أو ربما لن يفتح و تبقى في مكانك؟
في الواقع أمامك طريقتين اثنتين، الأولى هي أنك إذا كنت تتوفر على مفتاح ستخرجه من جيبك ثم تفتح به الباب و تدخل و هي طريقة لا تكلفك شيئا، و هناك أيضا طريقتان أخرتان إحداهما هي كسر الباب و بالتأكيد فأنت لن تفعل هذا لأنك إنسان عاقل، أما الطريقة الأخرى فهي الإنتظار لحين أن يخرج أحد من البيت لقضاء مصلحة ما فتغتنم الفرصة و تدخل، هذا إن لم يكن أصحاب البيت مسافرون أو خارج البيت. المهم في هذا كله هو أنك إذا قمت باستعمال المفتاح فستوفر على نفسك تعبا كثيرا، إذن اسمح لي أن أخبرك أن النجاح كذلك  يعمل بنفس الطريقة، أي أنك تحتاج لمفاتيح و ليس مفتاحا واحدا كي تفتح الباب و تلج عالم التفوق و التميز.
و قبل الإطلاع على هذه المفاتيح اسمح لي أن أخبرك أنها مجانية، بإمكان أي أحد الحصول عليها و استعمالها، و أتمنى من كل قلبي أن تكون أنت أول من يحصل عليها و يستعملها لنلتقي جميعا في القمة يوما من الأيام و نتعرف إلى بعض هناك. المفاتيح عبارة عن سبعة، إذا فَعَّلْتَ  واحدا منها تَفَعَّلَ الباقون و العكس صحيح، فهي تحصل عليها مجتمعة و تعمل مجتمعة كي تظهر فعاليتها.
سبعة مفاتيح لتحقيق هدفك و النجاح في حياتك:
(النجاح مثل السيارة، لا تستطيع قيادتها بيدين في جيب معطفك)
1- المفتاح الأول: الإعتقاد
قد قيل:
راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعالا، راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات، راقب عاداتك لأنها ستصبح طباعا، راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك.
هكذا يقوم كثير من الناس ببرمجة أنفسهم عن طريق تغيير أفكارهم و معتقداتهم التي تتحول في ما بعد إلى طباع تحدد مصيرهم و تحكم على حياتهم إما بالسعادة أو العكس. من يؤمن في قرارة نفسه أنه إنسان فاشل و لا يصلح لشيء لن يكون باستطاعته تحقيق النجاح و إنما سيكتفي بمشاهدة من يفعلون ذلك فقط.
خذ نفسا عميقا الآن، و اتخذ قرارا بغلق باب الماضي و جعله وراء ظهرك لأن حياتك الحقيقية ستبدأ من الآن، حياتك نحو الصعود لقمة النجاح، إنه قرار أنت وحدك من بإمكانه أن يصادق عليه و يشرع في تنفيذه.
لكن لحظة! قبل أن تقرر اسمح لي أن أخبرك أنك إنسان إيجابي في عقلك اللاواعي و تطمح لتغيير نفسك نحو الأفضل و الصعود نحو القمة، و خير دليل هو أنك هنا تقرأ هذا الموضوع الذي تمت كتابته خصيصا من أجلك و كل من يحلمون بأن يصيروا أشخاصا عظماء مثلك، نعم فكر من اليوم أنك كذلك و لا تسمح من الآن فصاعدا لسارقي الأحلام أن يسرقوا أحلامك.
2- المفتاح الثاني: الوجهة
حدد هدفك، إذا كنت لا تدري إلى أين أنت ذاهب فأي طريق تسلكه لن يغير في الأمر شيئا، لكن ستكون النتيجة بطبيعة الحال هي إضاعة الوقت و الجهد بدون نتيجة. إذن، خذ قلما و ورقة و اكتب أهدافك عليها لأن القادة الناجحون هكذا يفكرون، كتابة أهدافك على ورقة يركز اعتقادك أن بإمكانها أن تتحقق، و مراجعتك كل يوم للورقة يزيد من تركيزك الذهني و إصرار لاشعورك على تحقيقها.
3- المفتاح الثالث: الفعل
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: (خير العمل أدومه و إن قل)
كان أحد المسلمين في تركيا و اسمه خير الدين كججي أفندي يحلم ببناء مسجد، لكن قصر ذات اليد جعله لا يتوفر على المال اللازم لذلك فكان رحمه الله كلما مشى في السوق و تاقت نفسه لشراء فاكهة، أو لحم، أو حلوى يردد عبارة “صَانْكِي يِدُمْ” بالتركية و التي تعني كأنني أكلت ثم يضع ثمن تلك الفاكهة أو اللحم أو الحلوى في صندوق له. ظل سنة وراء أخرى يفعل ذلك لم يكل أو يمل من أجل تحقيق حلمه، و بعد سنين طويلة توفر له مبلغ فتبرع به لبناء مسجد عند وفاته رحمه الله، و رغم أن المبلغ بسيط إلا أنه مكن من بناء مسجد صغير لازال قائما إلى الآن و اسمه مسجد صانكي يدم في منطقة تسمى فاتح في مدينة إسطنبول.
الناجحون مثل السيد خير الدين كججي أفندي ينتقلون مباشرة إلى الفعل  و لا يعيشون في الأحلام، لا يهمهم حجم التقدم الذي يحققونه بقدر ما يهمهم استمرارية ذلك التقدم و تراكمه عبر الزمن  ليصبح طاقة مؤثرة فيما بعد.
من ينتظر فعل الكثير من الخير مرة واحدة فلن يفعل شيئا أبدا. ~صمويل جونسون – مؤلف إنجليزي
4- المفتاح الرابع: الإلتزام
لقد لزم توماس أديسون 10.000 محاولة كي يصنع المصباح و كان في كل مرة يقوم بتجربة فاشلة يأتي إليه الناس و يقولون: “لقد فشلت يا أديسون” فيرد عليهم أنه لم يفشل و لكنه توصل إلى طريقة جديدة لا يمكن اختراع المصباح بواسطتها. المهم في هذا هو إصرار و التزام أديسون حتى تمكن من تحقيق هدفه، لذا فكثير من الناس لا يحققون أهدافهم لأنهم لا يتسمون  بالإلتزام و الإنضباط، تجد الواحد منهم يبدأ و ينطلق بشكل جيد ثم يظل أسبوعا أو أسبوعين و ربما أقل و سرعان ما يتراجع حماسه أو يتأثر بكلام سارقي الأحلام ممن يصادفهم و بعد ذلك يتوقف عن التقدم ، لذلك فالأفضل أن تقوم بخطى صغيرة لكنها تستمر عبر الزمن خير من عدة خطوات مرة واحدة لكنك تتوقف بعدها مباشرة.
(أن أقرأ صفحتين من كتاب كل يوم مدى الحياة خير من أن لا أقرأ شيئا أبدا)
5- المفتاح الخامس: المرونة
القائد الجيد هو ذلك الشخص الذي لديه القدرة على تغيير مخططه بتغير الظروف الخارجية و الخارجة عن السيطرة كي يتأقلم معها، فهو بدل أن يقف صامدا في وجه الريح يكتفي بالإنحناء لغاية أن تمر فيوفر طاقته و يقي نفسه بأقل جهد. يمكن أيضا ضرب مثال على المرونة بالذبابة و الفأر، فالذبابة عندما تريد الخروج من النافذة الزجاجية الشفافة سرعان ما تصطدم بها لكنها لا تتعلم الدرس، تظل تعيد المحاولة بدون توقف لغاية أن تخور قواها و تهلك، بينما لو فكرت قليلا لصعدت للأعلى بعض الشيء فتجد النافذة العليا مفتوحة و تخرج منها.
أما بالنسبة للفأر فقد قام بعض الباحثين بوضعه في مكان على شكل متاهة و وضعوا له الجبنة في نقطة معينة، ظل ينطلق كل مرة نحو الجبنة و يتناولها، ثم بعد ذلك قرروا أن يحولوا قطعة الجبن إلى مكان آخر و عندما ذهب الفأر كعادته لم يجد شيئا، لكنه لم يعد المحاولة بدون توقف كما فعلت الذبابة بل بدأ يبحث و يبحث لغاية أن توصل إلى المكان الذي وضعت فيه قطعة الجبن. لهذا، هناك قانون في البرمجة اللغوية العصبية يقول أنك إذا فعلت نفس الشيء بنفس الطريقة فإنك ستحصل دائما على نفس النتيجة كل مرة تعيد فيها نفس المحاولة.
6- المفتاح السادس: التعلم
الفرق بين الإنسان العادي و الإنسان المتميز هو أن الأول يصل إلى نقطة معينة من التعلم و يتوقف عندها، بينما الثاني يتعلم أشياء جديدة باستمرار، لا يتوقف أبدا عن التعلم. تعلم شيئا جديدا كل يوم بخصوص ما تود تحقيقه أو في مجال عملك أو دراستك، طور مداركك و معلوماتك و تفوق على من حولك لتكون أنت النجم الساطع بينهم.
7-  المفتاح السابع: التحفيز الذاتي
التحفيز في علم النفس يقوم على ثلاثة عناصر: الخوف، الألم، و الآخرون.
الخوف: هل تتذكر عندما كنا صغارا و كان المعلم يضربنا بالعصا إذا لم نهيء دروسنا، فكنا عندما نذهب للبيت نهيئ الدروس و لكن ليس حبا في الدراسة بل خوفا من عصا المعلم؟
هل حدث و أن طاردك كلب ما و جريت بسرعة فائقة حتى أنك لم تشعر بنفسك؟
هل حدث و أن خفت ضياع عملك لو لم تقم بالمهمة كما يجب فعملت بكل طاقتك؟
هل حدث و رأيت شخصا زار دكتورا فأخبره  أن رئته تضررت بشكل خطير و إن لم يتوقف عن التدخين فهناك إمكانية أن يصاب بورم سرطاني فتوق عن التدخين حالا؟
الألم: هل تلاحظ الأسد و هو يقوم بحركات بهلوانية جميلة في السيرك تحت تأثير الخوف من ألم السوط؟ يستمتع الحاضرون كثيرا بذلك العرض، أليس كذلك؟
إن الألم قد يدفع الإنسان و يحفزه و كذلك الحيوان لفعل أشياء رغما عنه لأنه لا يحتمل الألم و لا يقدر عليه.
الآخرون: المقصود هنا هم الأشخاص الإيجابيون الذين تصادفهم و يمنحوك التشجيع و التحفيز اللازم لكي تستمر و لا تتوقف. شيء جميل فعلا أن يشجعنا الآخرون فنشعر بتلك الطاقة الإيجابية الرائعة التي تدفعنا للإستمرار في التقدم، لكن ما ليس جميلا هو أننا بمجرد أن نفقد ذلك الدعم و التحفيز نفقد طاقتنا و رغبتنا في الإستمرار، و هنا نود الإشارة إلى التحفيز الذاتي الذي يبقى طويلا عكس التحفيز الخارجي الذي سرعان ما يتلاشى مفعوله لأنه مرتبط بالآخرين فشيء طبيعي أن يتلاشى بمجرد اختفائهم، لذا يجب أن تحفز نفسك من داخلك و لا تنتظر تحفيزا من الآخرين، لا تعول على التحفيز الخارجي كثيرا. قم بعمل تأكيدات إيجابية كل يوم و إرسال رسائل إيجابية باستمرار لعقلك اللاواعي.
(المفتاح الضروري للنجاح هو الثقة بالنفس، و المفتاح الضروري للثقة بالنفس هو التحضير) ~آرثر أش
لا تكتف بقراءة واحدة لهذا الموضوع بل أعد قرائته عدة مرات حتى تحصل الفائدة بنسبة كاملة إن شاء الله، و إن كان هناك أي سؤال أو استفسار فرجاء لا تتردد في التواصل معنا عن طريق صفحتنا على الفيسبوك:  http://www.facebook.com/freeideaspage
أو عن طريق وضع تعليق هنا، و شكرا.
شكرا على زيارتك و نتمنى لك استفادة طيبة، فلا تترك سارقي الأحلام يؤثرون عليك بأقوالهم السلبية و يقللون من طموحاتك، تصور نفسك كما تريد أن تكون و عش كذلك فعلا لحين أن تتمكن من ترجمة ذلك إلى واقع حقيقي.
~بدر الوزاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق