إن الشيئ الذي يبحث عنه الإنسان الفاضل موجود في أعماقه، أما الشيء الذي يبحث عنه الإنسان العادي فهو موجود عند الآخرين
.**
د. إبراهيم الفقي
كثيرون هم الذين يرحلون عن دنيانا و لا يشعر برحيلهم أي أحد و كأنهم لم يتقاسموا معنا كوكب الأرض يوما، بينما البعض الآخر
بمجرد أن ينتقل إلى رحمة ربه تضج الدنيا و يتألم الكثيرون في كل العالم لرحيلهم، لأنهم لم يكونوا أناسا عاديين من دون شك
بل شخصيات عظيمة يحبها الجميع لأنها نجحت في التأثير بعمق في كل من يعرفها أو مجرد سمع عنها، إنها الشخصيات العظيمة التي لا ينساها التاريخ رغم الرحيل.
إنه إبراهيم الفقي خبير التنمية البشرية و البرمجة اللغوية العصبية، ذلك الإنسان المحبوب و المليء بالحيوية و النشاط و الحب و الأمل و الإيمان،
صاحب الإبتسامة الجميلة التي كانت لا تفارق شفتيه و كلماته التي تنساب بعفوية لتتمكن في ما بعد من تحفيز جيل بأكمله من الشباب، و تجعله يغير نمط تفكيره نحو الإيمان بالقدرة على النجاح و تبني فلسفة التفكير الإيجابي.
لقد انتقل الدكتور الفقي البالغ من العمر 62 سنة رحمة الله عليه إلى رحمة ربه رفقة شقيقته فوقية محمد الفقي والتي تبلغ من العمر 72 عاماً، و المربية نوال التي كانت تقيم معهم و تبلغ من العمر 72 عاماً. وقع هذا إثر نشوب حريق في مسكنه في مدينة نصر صباح اليوم الجمعة 10 فبراير 2012، حيث توفي رحمه الله مختنقا بدخان الحريق بينما جسده لم تمسسه النار أبدا، و كان على وضوء رحمه الله مستعدا لصلاة الجمعة كما ورد في قناة الرحمة استنادا إلى من عاينوا الحادثة و كما جاء على لسان الرائد محمد الصعيدي رئيس مباحث مدينة نصر الذي أشرف على التحقيقات في حادثة وفاة الدكتور، و الدكتور إبراهيم إلياس المستشار القانوني للدكتور إبراهيم الفقي و اللواء أحمد الإثريني مدير أمن مجموعة الدكتور إبراهيم الفقي، و أحمد قدوس مساعده( رحمه الله ).
كان الدكتور إبراهيم كاتبا و مفكرا لامعا خلف ترسانة من كتب التنمية البشرية و الأشرطة السمعية و البصرية، كما استطاع أن يدرب في مشواره طيلة 30 سنة أكثر من مليون شخص عبر الدورات و الأمسيات في أكثر من 33 دولة. من بين ميزاته الخاصة أنه كان يحاضر بثلاث لغات: العربية، الإنجليزية و الفرنسية، بالإضافة إلى روح الدعابة و المرح التي كانت تميز شخصيته النادرة.
من بين أهم مؤلفاته: قوة التفكير، الأسرار السبعة للقوة الذاتية ، البرمجة اللغوية العصبية و فن الاتصال اللامحدود، المفاتيح العشرة للنجاح، قوة التحكم في الذات، سيطر على حياتك، سحر القيادة، كيف تتحكم في شعورك وأحاسيسك ، أسرار و فن اتخاذ القرار، الطريق إلى النجاح ، الطريق إلى الإمتياز، أيقط قدراتك واصنع مستقبلك.
لن ننسى الدكتور إبراهيم رغم أنه رحل عنا لأنه سيبقى بيننا بعباراته المحفزة على النجاح و التي سنتذكرها طوال حياتنا من دون شك، و ها نحن ننقل لكم بعضا منها:
استيقظ صباحا وأنت سعيد:
يطلع النهار على البعض فيقول صباح الخير يا دنيا بينما يقول البعض الآخر “ما هذا.. لماذا حل علينا النهار مرة أخرى بهذه السرعة”!! احذر من الأفكار السلبية التي يمكن أن تخطر على بالك صباحا حيث أنها من الممكن أن تبرمج يومك كله بالأحاسيس السلبية، وركز انتباهك على الأشياء الإيجابية، وابدأ يومك بنظرة سليمة تجاه الأشياء.
احتفظ بابتسامة جذابة على وجهك:
حتى إذا لم تكن تشعر أنك تريد أن تبتسم فتظاهر بالإبتسامة، حيث إن العقل الباطن لا يستطيع أن يفرق بين الشيء الحقيقي والشيء غير الحقيقي، وعلى ذلك فمن الأفضل أن تقرر أن تبتسم باستمرار.
كن البادئ بالتحية والسلام :
هناك حديث شريف يقول “وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”، فلا تنتظر الغير و ابدأ أنت.
كن منصتا جيدا:
اعلم أن هذا ليس بالأمر السهل دائما، و ربما يحتاج لبعض الوقت حتى تتعود على ذلك، فابدأ من الآن، لا تقاطع أحدا أثناء حديثه، وعليك بإظهارالاهتمام، وكن منصتا جيدا.
إنا لله و إنا إليه راجعون و نسأل الله تعالى باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب و إذا سئل به أعطى أن يرحم الدكتور إبراهيم رحمة واسعة و يعفو عنه و يسكنه فسيح جناته و من معه، إنه تعالى على كل شيء قدير، آمين.
و قبل أن نودعكم على أمل اللقاء بكم مجددا سنختم بعبارة الدكتور الشهيرة التي طالما كانت تتردد على لسانه رحمه الله: “و تذكر دائما عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك، عش بالإيمان، عش بالأمل، عش بالحب، عش بالكفاح، وقدر قيمة الحياة.”
**: هذه تغريدة من بين آخر التغريدات التي كتبها الدكتور إبراهيم رحمه الله على تويتر قبل وفاته.
~بدر الوزاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق