الأربعاء، مايو 30

الكذبة الكبرى .. ليس لدي وقت!


محمد عواد – كلنا نتحجج بقولنا "لا وقت لدي"، ثم نواصل حياتنا بنفس الحجة التي نقنع أنفسنا بها حتى تصبح عادة، حجة "لا وقت لدي" تجعل بعضنا لا يتوقف لأكل الطعام بهدوء بل يتناوله بسرعة كالذي تزاحمه الضباع عليه، تجعل طالب المدرسة والموظف والمدير يشعرون بأن عليهم تأجيل بعض المهام الأساسية لأنه "ليس هناك وقت".

مسألة لا وقت لدينا هي كذبة يمكن أن نطلق عليها "الكذبة الكبرى"، فجميع من يتحججون بها وعندما يفرض عليهم أمر ما يجدون
وقتاً لديهم ويكتشفون بأن العالم لم يتدمر، فكثيرون منا تم الفرض عليهم بالذهاب مع أهلهم لمكان ما كي يتناولوا الطعام ولم يكن هناك مجال للتسرع والهروب، وبالنهاية عدنا واستمرت الحياة كما هي.

حجة ليس لدينا وقت هي الخطوة الوحيدة في الكون التي تجعلك تبقى مكانك، ولكن ما إن نستغني عنها سنكتشف أن هناك وقت فعلاً لكل شيء، فللعب هناك وقت وللجد هناك وقت، وبالتأكيد جميعنا نعيش في عالم يتكون يومه من 24 ساعة لكن الفرق بين الناس هو أن هناك من يقبل على الفعل ولا يتردد بحجة لا وقت، وأخر يقف ويبدأ بتعقيد الحسابات على نفسه ليقول في النهاية "لا وقت".

أعرف أشخاصاً يعملون لوقت أطول بكثير من وقت عمل الأشخاص الأخرين، ويلعبون الرياضة ويستمتعون في حياتهم ويشاهدون الأفلام ويمارسون العبادات ويقرأون في كل يوم ...والمفاجأة أن طول وقتهم 24 ساعة مثل أيامنا، فالمسألة ليست مجرد تنظيم وقت كما يعتقد البعض بل مسألة إقبال على الفعل من دون أن نفكر إن كان اليوم يتسع أم لا، فما دمنا نرتب الأولويات فإن اليوم يتسع لأكثر مما يتخيل المرء، وكأن الوقت يتوقف متآمراً مع من يقبل عليه.

ليس لدي وقت، كلمة كلما كررتها قل "هذه كذبة كبرى، فالوقت موجود"، لكنه بحاجة إلى ثلاثة عناصر "تنظيم - ترتيب أولويات - وإرادة فعل".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق