الأديب والعالم السوري مصطفى السباعي
إذا فوجئت بنزول المصائب، فلا تيأس من زوالها )أُصيب الدكتور مصطفى السباعي في أواخر أيام حياته بشلل نصفي وظل صابرا محتسبا لمدة ثماني سنوات حتى وفاته رحمه الله سنة 1964)، وإذا فوجئت بتغير الزمان فلا تلجأ إلى الشكوى منه، وإذا فوجئت بتغير الإخوان فلا تكثر من انتقاصهم، وإذا فوجئت بالمرض المؤلم فلا ترفع صوتك بالأنين منه، وإذا فوجئت بارتفاع الأعمار فلا تستمر في استصغار شأنهم، وإذا فوجئت بتحكم الأشرار فلا تقتص من زوال الحكم، وإذا امتدت بك العلة فلا تيأس من رحمة الله، وإذا رأيت في دنياك ما لا يعجبك فاعلم أن هذه سنة الحياة.
لا تتدخل فيما لا يعنيك فتسمع ما لا يرضيك، ولا تتكلم وأنت مُغضب فتسمع ما يزيد غضبك، ولا تمدح مغرورا فتسمع منه ما فيه من احتقارك، ولا تشك إلى من لا يغار عليك فتسمع منه ما يزيد في آلامك، ولا تُبْدِ سخطك على جاهل فتسمع منه ما يزيدك غيظا، ولا تنصح من يستهين بك فتسمع منه ما يشعر بامتهانك، ولا تعظ مفتونا برأيه فتسمع منه ما يزري برأيك، ولا تتحدث إلى مُتَخَاصِمَيْن يما يُسْخِطُهُمَا فتسمع منهما ما يجعلك ثالثهما، ولا تذكر زوجتك وهي مغضبة بما قدمت لها من خير فتسمع منها إنكار ذلك كله، ولا تدل بأبويك على ولدك العاق الجاهل فتسمع منه ما تتمنى معه أن لا تكون ولدته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق