الأربعاء، نوفمبر 28

مراحل عملية التذكر


  • ألم تسأل نفسك يوما لماذا قد نتذكر معلومة معينة منذ سنوات طويلة جدا، في حين نقف عاجزين عن تذكر معلومة أخرى حصلنا عليها منذ ساعات و أحيانا منذ دقائق ؟
    من خلال مقال اليوم و المقالين المواليين سوف تكتشف السر وراء ذلك.
    فعملية التذكر هي عملية مركبة من ثلاث مراحل أساسية، و بدون هذه المراحل مجتمعة فإن الإنسان سوف يقف عاجزا عن تذكر المعلومة المطلوبة، و هذه المراحل هي:
    التسجيل، الاحتفاظ و الاستدعاء.
    و الغريب في الأمر أننا أحيانا نقوم بهذه المراحل بتلقائية و بشكل رائع و بالتالي نستطيع التذكر، و في أحيان أخرى نعجز عن التذكر من دون معرفة أين الخلل، و لذلك سوف نكشف النقاب عن هذه المراحل الأساسية لكي نمارسها عن وعي في المستقبل.
    المرحلة الأولى في التذكر: التسجيل
    التسجيل هو أول مراحل عملية التذكر، و يشبه عملية الكتابة على لوحة المفاتيح لجهاز الكمبيوتر، فهل يمكن أن تطبع صفحة لم تقم بكتابتها على لوحة المفاتيح ؟ و هل يمكنك طباعة صفحة قمت بكتابتها على لوحة المفاتيح و لكن جهاز الكمبيوتر كان مغلقا أثناء الكتابة ؟
    هذا ما يحدث لنا من عدم تذكر في حالات التالية:
    – عدم التركيز و الانتباه أثناء تلقي المعلومة: مثلا عندما تكون منشغلا أثناء الاستماع، أو غير مركز لأنك تعتقد أنك تدري ماذا سيقول الطرف الآخر، و أحيانا بسبب البيئة المحيطة و التي تعيق عملية التركيز من خلال الضوضاء أو الحرارة و البرودة و غير ذلك.
    – ضعف قدرة الدماغ على التسجيل: من خلال نقص الأكسجين أو الماء أو الغلوكوز، لأن 80 % من تركيبة الدماغ عبارة عن ماء، و 20 % من الأكسجين يستهلك في الدماغ، إضافة إلى 30% من طاقة الجسم، لذلك فإن أي نقص في هذه العناصر الأساسية يضعف قدرة الدماغ على تسجيل المعلومات، فعلينا الانتباه إلى عدم ترك الجسم في حالة جفاف من الماء، كما يجب الانتباه إلى التهوية في المكان، إضافة إلى التغذية المناسبة للحفاظ على طاقة الدماغ و خاصة فطور الصباح، فكم من طلبة فقدوا التركيز و خرجوا من الامتحان دون إكمال الإجابة بسبب ضعف تهوية الغرفة أو العطش أو عدم تناول الفطور صباحا بالقدر المناسب، دون أن يعرفوا هذه الأسباب الحقيقية التي كانت وراء شعورهم بضعف التركيز و مغادرة الامتحان.
    - التسجيل غير الفعال من خلال الفص الأيسر: التسجيل بالفص الأيمن هو فعال بـ 17 ضعف عن الفص الأيسر، لأن ما يحفز الفص الأيمن على التذكر يختلف عن ما يحفز الفص الأيسر، (الفص الأيمن يتحفز من خلال الصور، الألوان، المشاعر، الحركة و التجربة..الخ. أما الفص الأيسر فيتحفز من خلال التكرار، اللون الواحد، الكلمات، الأرقام..الخ) فمثلا لو أخبرتك أن الرقم السري للخزنة هو 6235، فلو نظرت إليه كأرقام (الفص الأيسر) فسوف يتبخر بسرعة، و لكن لون أعطيتك طريقة كما سنرى في المستقبل لتحول هذا الرقم إلى صورة دب يأكل العسل (الفص الأيمن) فإن قدرتك على تذكره ستصبح 17 ضعف المرة الأولى.
    كاتب المقالة : رياض بن صوشة (مؤسس البطولة العربية للذاكرة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق