السبت، مارس 3

الإصغاء الجيد لمن نحاوره يمكننا من الفهم الجيد و بالتالي القدرة على اتخاذ قرار صائب أو إسداء نصيحة ثمينة

.
إن الإصغاء الجيد لمن نحاوره يدفعنا دائما إلى التريث في اتخاذ القرارات،
فلا نسقط في فخ القرارات السيئة التي تؤدي بنا فيما بعد إما  إلى خسارة  ذلك الشخص أو تكون سببا في ظهور مشكلة نحن في غنى عنها.
فهل تعتمد  تقنيات الإصغاء أثناء إصغائك للآخرين؟
هل سألت نفسك يوما هل يراك الناس على أنك منصت جيد أم العكس؟؟
هل تكلفت يوما عناء البحث عن تقنيات و فنون الإصغاء الجيد؟
لا تقلق لأننا من خلال هذا الموضوع ستجد الإجابة، لذا نود أن نقول لك مرحبا بك معنا،
شكرا لك على زيارتنا و هيا بنا جميعا نكتشف هذه التقنيات و نتعلمها الآن!
1- ضع نفسك مكان الشخص الآخر فليس من يستحم بالماء البارد كمن يستحم بالماء الساخن:
مشكلة الكثيرين هو أنهم لا يكلفون أنفسهم عناء نزع نظاراتهم و ارتداء نظارات الطرف الآخر لرؤية المشكلة من زاويته المغايرة لزاويتنا، لا يتريثون في إصدار الأحكام رغم أن الله منحنا جميعا أذنين و فما واحدا، لكن قلة هم من يتنبهون لضرورة التقليل من الكلام و الإكثار من الإستماع.
2-  حاول إزالة معيقات التواصل المادية و المعنوية أثناء الحوار:
كثيرا ما نكون في حفل صاخب و نحاول التحدث إلى من بجانبنا لكن دون جدوى، فهو لا يسمع شيئا مما نقول فبالأحرى أن يفهم مقصودنا.
هذا مثال بسيط فقط لمعيق من معيقات التواصل و الأمثلة في واقعنا المعاش كثيرة. لا تنس أيضا أن تعير كل انتباهك لمن يتحدث إليك، فالناس يكرهون الحديث لأشخاص لا يعيرونهم اهتمامهم و ينشغلون بأشياء أخرى أثناء الحديث.
3- توقف تماما عن الكلام و حاول أن تلتزم الصمت التفاعلي أثناء الحوار:
إن التوقف عن الكلام و عدم مقاطعة الطرف الآخر يدفعه إلى الإسترسال في الكلام و الشعور بحرية الحديث و الرغبة في إبداء المزيد منه، كما أن كثيرا من الناس يخشون النقد فتجد أنهم يتحدثون بحذر شديد و لا يظهرون لك كل ما بداخلهم، فلا تنتقدهم أثناء الحديث كي يكتسبوا شجاعة إطلاعك على ما بداخلهم.
4- قم بحث المتكلم و تحفيزه عن طريق حركات الجسد:
القيام بتحريك رأسك بين الفينة و الأخرى يشعر المتحدث أنك تنصت إليه بجدية، مما يشجعه و يحفزه على الإستمرار.
يمكنك أيضا استعامل حركات الوجه و اليدين و كل الحركات الجسدية التي من شأنها إشعار المتحدث بالراحة و الرغبة في الإستمرار، لا تجلس جامدا مثل تمثال الحرية أو أبي الهول.
5- أشعر الطرف الآخر بالتعاطف باستعمال تقنيتي (( التلخيص و التكرار )) أو (( الإعادة و التشجيع )):
في فترات خاصة أثناء الحوار يستحسن استعمال هاتين التقنيتين:
- التكرار و التشجيع: قم بتكرار بعض الأشياء التي قالها المتحدث، و في نفس الوقت قم بتشجيعه و منحه الثقة و الأمل اللذان يفتقدهما. يمكنك مثلا القول: “أحسست بشعور سيء لأنك عملت كثيرا و لم يعاملك مديرك كما توقعت، أفهم الآن جيدا شعورك الذي تحس به، رغم ذلك استمر في العمل بنفس الحماس و الجدية لأنك ستصير الأفضل من دون شك و من ثمة سيلتفت إليك لأنك أنت الأفضل، الأفضل دائما هو من تسلط عليه الأضواء و توجه إليه الأنظار”.
- التلخيص و الإعادة: قم بتلخيص ما قاله المتحدث و إعادته لكن بطريقتك الخاصة، هذه طريقة فعالة لإشعاره أنك كنت تنصت إليه بجدية و أعرته كامل انتباهك، كما أنها تساعده على الإستدراك إن كان قد ارتكب خطأ أو نسي شيئا لم يقله أو إن كان هناك أي سوء فهم.
6- لا تقم بمقاطعة المتحدث لشعور في داخلك أو فكرة تبادرة إلى ذهنك نتيجة ما يقوله:
لا تدفع الشخص الآخر للتردد أو جعله يشعر أنه في حالة دفاعية . الإصغاء الجيد يفرض ان يضع المستمع الجيد أفكاره و آراءه جانبا لمدة من الزمن و عدم استعمالها أثناء فترة الإستماع.
لا تتسرع في إبداء النصيحة, بل دع المتحدث نفسه يقف عليها بنفسه, مهمتك فقط قيادته نحوها، حيث أنك لو تسرعت في إعطائه نصيحة معينة و عمل بها لكن أموره زادت سوءا فسيلومك عليها, قد لا يأتي إليك و يقول لك أنت السبب لكن سيلومك في نفسه من دون شك.
7- قم بطرح أسئلة مساعدة و ذات معنى من أجل دفع المتحدث للإسترسال  في الحديث:
تاتي بعض اللحظات لا يستطيع المتحدث الإسترسال في الكلام أو عدم قدرته على التعبير عما يريد قوله، هنا يجب أن تتدخل بطرح بعض الأسئلة، لكن يفضل أن تكون أسئلة مفتوحة و ليست مغلقة أي أسئلة لا تكون إجابتها نعم/لا.
8- امنح المتحدث الوقت الكافي لإنهاء الإجابة:
عندما نطرح سؤالا يجب أن نستمر في الإصغاء أيضا و لا نقاطع المتحدث حتى تكتمل إجابته و كل ما يريد قوله.
9-  كن منتبها و لطيفا أثناء فترة إصغائك:
- استعمل تعبيرات وجهك، صوتك، حركات يديك و جسدك  بما يتناسب مع سياق الكلام
- اسأل أسئلة توحي برغبتك في الإستمرار في الإستماع
- اختبر مدى فهمك لمضمون ما قاله المتحدث
10- استعمل كلمات محفزة و تجنب الكلمات ذات الشحنة السلبية:
أمممممممم
جيد
رائع
آه
صحيح…
11- استعمل عبارات  تدفع المتحدث للإستمرار:
أخبرني عن هذا الأمر
أخبرني بماذا تشعر
12- أشياء تجنبها أثناء الإصغاء للطرف الآخر:
- المقاطعة قبل أن يتم المتحدث كلامه
- الإستجواب الذي يشعر المتحدث كأنه في مركز شرطة
- لا تحاول التفكير في الإجابة في ذهنك أثناء فترة الإستماع
- لا تغير الموضوع و تقفز من موضوع لآخر
13- تجنب عبارات مثل:
هل أنت متأكد؟؟ إذا كنت لا تثق في من ستصغي إليه فلا داعي أن تضيع وقتك و مجهودك في شيء لا تؤمن به
اذهب للراحة الآن، ستصبح على ما يرام في الغد
لم يكن يجب عليك فعل ذلك، لقد ارتكبت خطئا
و في الأخير نود أن نقول لك شكرا على حسن إصغائك لنا لكل هذه المدة حتى اكملت هذا الموضوع، و لم يبق لك الآن سوى التمرن على هذه التقنيات في حياتك اليومية حتى تتمكن منها، لكن نود الإشارة  إلى أن هذا فقط ملخص لما يمكن أن نسميه تقنيات الإصغاء الجيد لكن المزيد و المزيد من المعلومات الجيدة في الموضوع تنتظرك للبحث عنها و الإستفادة أكثر.
لكل أسئلتكم لا تترددوا في مراسلتنا أو طرحها عبر التعليقات و شكرا.
~بدر الوزاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق