السبت، نوفمبر 5

فهم الذات


لقد انشغل الكثير من الناس بتطوير وتنميه الذات في حين ان قياده الذات هي الاساس والاصل! فلا يمكننا مثلا ان طلب من شخص ما ان يصعد السلم بدون سلم!! وهنا تكمن مشكله الكثير من الناس حيث تكون بدايتهم بدورات التنميه وقراءه كل ما هو جديد في هذا المجال ولكن بعد فتره تجد ان حماسهم قد قل وان المفعول السحري الذي كانوا يرجونه من التنميه لم يغيير شئ!! لماذا ؟ الجواب يمكن في سبب واحد رئيسي في رأيي المتوضع وهو 
   ان التنميه البشريه ليست هي التغيير بحد ذاته ولكنها مجرد وسيله لعمليه التغيير لذلك فالذي يظن ان التنميه سوف تغييره عليه ان يدرك انه مخطئ  فهو الذي يجب عليه ان يغير ما في نفسه وليس اي شئ اخر ,  فالقانون الكوني الذي وضعه الخالق سبحانه وتعالى ثابت ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)  , فقياده الانسان لذاته هي الاصل بعد ذلك تأتي العوامل المساعده كالتنميه والكتب وغير ذلك.  في عالم التنميه تجد من يريد ان يسبح قبل ان يتعلم السباحه ومن يريد ان يجري قبل ان يتعلم المشي ومن يريد ان ينمو ويتطور قبل ان يتعلم التغيير, التغيير هو محرك السياره فلا فائده من وقود او سائق بدون محرك للسياره, وقد تظن بأنني اتحدث عن تغيير الافكار وتقول في نفسك ان التنميه البشريه تتحدث عن هذا وتركز عليه ولكني لا اتحدث عن ذلك ولا اقصده , ففكرتي عن التغيير هي التحكم في بالذات وليس تغيير الذات, فلو تأملنا الايه الكريمه ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) سنجد ان الايه لا تتحدث عن تغيير النفس ولكن عن تغيير - ما- في النفس, لذلك فإن تغيير - ما -في النفس يكون بالتحكم والقياده تماما مثل الروموت كنترول فعندما تريد تغيير قناه ما  فإنك تتحكم في الروموت ولا تغييره هو بذاته!! ..قياده الذات هي التي تقودنا لتغيير ما في انفسنا..ومن اهم اساسيات القياده هو فهم الذات والغوص في اعماق النفس لنفهم لماذا نفعل ما نفعله؟ فلماذا  تساعدنا على فهم انفسنا وقيادتها نحو الخير بإذنه ربها سبحانه وتعالى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق